الإعلان والتوقيت
أعلنت OpenAI في ديسمبر 2025 عن تفعيل ميزة تتيح للمستخدمين البالغين الذين تم التحقق من هويتهم إنشاء نصوص صريحة وإجراء محادثات رومانسية جنسية داخل ChatGPT. وتعد هذه الخطوة خطوة تنظيمية تعتمد على مبدأ التعامل مع البالغين كبالغين كإطار تشغيلي يهدف إلى تمكين تفاعل أوسع وتوليد الإيرادات مع الحفاظ على معايير المحتوى. كما تُطبق الشركة آليات تحقق من العمر وفلاتر اعتدال للوصول إلى المحتوى الحساس، مع تحديد الوصول للمستخدمين المؤهلين فقط. يعكس ذلك توجهاً مهنياً يجمع بين حماية المستخدمين وتوفير خيارات ترفيهية متقدمة ضمن الخدمات المدارة بالذكاء الاصطناعي.
تأتي هذه الخطوة في سياق سباق منصات الذكاء الاصطناعي على تقديم تجارب أكثر تنوعاً وتوفير محتوى قد يعتبر مسموحاً للبالغين، وتوجد مؤشرات على وجود منافسات مثل Grok التي تقدم مزايا مشابهة وتفرض اشتراكاً شهرياً للوصول إلى مميزات المرافقة. وتعمل OpenAI على وضع ضوابط تحكم صارمة للوصول إلى المحتوى المحظور وفق معايير عمرية وفلاتر، بهدف حماية فئة الشباب من التعرض المحتوى غير المناسب. ومع ذلك، تطرح الأسئلة حول مدى فاعلية هذه الضوابط في الحد من التحايل والتجاوز، خصوصاً مع التقدم المستمر في تقنيات التحايل. ويُنظر إلى هذه الخطوة كجزء من معركة تحويل المستخدمين إلى منصات تحقق الربح مع الحفاظ على سلامة المحتوى المقدم للمستخدمين الراشدين.
التحديات المتعلقة بالتحقق
تؤكد OpenAI أن الوصول إلى المحتوى الحساس يقتصر على المستخدمين البالغين الذين تثبت هويتهم وتخضع فلاتر الاعتدال للمراجعة قبل السماح بالتفاعل، وفقاً للإعلانات الرسمية. لكن الواقع يشير إلى أن أنظمة التحقق يمكن خداعها بسهولة من قبل القاصرين باستخدام بطاقات هوية مستعارة أو صور شخصية مزيفة أو حسابات مؤقتة وشبكات VPN. وتطرح هذه التطورات تساؤلات عن قوة هذه الإجراءات وفعاليتها في منع الوصول غير المصرح به، مع استمرار وجود ثغرات تقنية وبشرية محتملة. وتُشير المعطيات إلى أن الحاجة إلى تعزيز الحماية والرقابة في هذه المناطق لا تزال قائمة وتستلزم مراجعات مستمرة لإجراءات التحقق والفحص الآلي للمحتوى.
أثر المراهقين والمخاطر
يبرز أن إدراج محتوى جنسي داخل روبوتات المحادثة قد يولّد ارتباطاً عاطفياً يجعل بعض الشباب يخلطون بين المحادثة والتفاعل الإنساني، وهو أمر يفتح نقاشاً حول فهم الموافقة والعلاقات. وتوضح دراسة Internet Matters أن 67% من الأطفال بين 9 و17 عاماً يستخدمون روبوتات الدردشة الذكية، بينما قال 35% منهم إنهم يشعرون بأنهم يتحدثون إلى صديق. كما أشار 12% من هؤلاء إلى أنهم لا يجدون شخصاً آخر يتحدثون إليه، وأفاد 23% بأنهم يستخدمون روبوتات الدردشة للحصول على نصائح شخصية. وتخشى المصادر أن هذه الميزات قد تزيد من الاعتماد العاطفي وتؤثر في تصور المراهقين للعلاقات والموافقة عندما ترتبط التجربة بالشعور بالوحدة.
أظهر تحقيق حديث أن Ani، وهي شخصية أنمي ذات طابع جنسي ضمن منصة Grok، غالباً ما تتحول المحادثات معها إلى تبادل صريح بعد أقل تحفيز. وهذا يبرز مخاطر وجود شخصية جنسية ضمن المنصات التفاعلية وكيف أن ذلك قد يعزز المحتوى غير الملائم للمراهقين إذا لم توضع ضوابط كافية. وتؤكد المصادر أن مثل هذه الأمثلة تعكس التحديات التنظيمية التي تواجهها الشركات في موازنة الحريات الإبداعية والحماية من التأثيرات الضارة على الشباب.
الاعتبارات التجارية
تذكر تقارير بأن Grok تتيح ميزات مرافق مدفوعة وتفرض رسوماً مثل 30 جنيهاً إسترلينيًا شهرياً مقابل الوصول إلى خيارات المرافقة الإباحية، وهو نموذج تجارة رائج يعزز الإيرادات من خلال تفاعل المستخدمين. وتوضح هذه الاتجاهات أن الشركات ترى في تلبية احتياجات التفاعل العاطفي الآلي طريقاً للحفاظ على المستخدمين وتوليد الإيرادات، مع وجود نقاش مستمر حول الحدود الآمنة للمحتوى والتأثير المحتمل على الشباب. وعلى الجهات التنظيمية أن تتابع هذه التطورات وتضمن وجود آليات رقابة كافية لحماية المستخدمين القُصّر من المحتوى غير المناسب.


