تشهد كوبرتينو حالة ترقّب مع تزايد تقارير تُشير إلى أن جوني سروجي، نائب الرئيس الأول لتقنيات الهاردوير، يفكر بجدية في مغادرة الشركة. ونقل تقرير مارك جورمان من بلومبرج أن سروجي أبلغ تيم كوك بأنه يدرس مستقبله داخل الشركة، وهو ما قد يمهّد لخروج أحد أبرز العقول التقنية في آبل. وكانت أولى الشائعات حول نيته الرحيل قد ظهرت في أكتوبر حين أشار المطلعون إلى تقييمه لمستقبله داخل المؤسسة.
يعد سروجي أحد أعمدة نهضة آبل في مجال السيليكون، إذ انضم إلى الشركة في عام 2008 خلال مرحلة حاسمة اعتمدت فيها الشركة على تصميم المعالجات داخليًا. وخلال سنواته لعب دورًا رئيسيًا في تطوير سلسلة معالجات A التي غيّرت أداء هواتف آيفون، ثم قاد مسيرة جيل معالجات M التي تشغّل أجهزة ماك وآيباد. وأسهمت جهوده في تعزيز استقلالية آبل عن اعتمادها على إنتل، وتأكيدها كجهة تجمع بين الأداء والكفاءة برؤية عميقة للعتاد والبرمجيات.
تحولات قيادية وتداعياتها
وإذا ثبتت نية سروجي الرحيل فستواجه آبل موجة غير مسبوقة من مغادرات القيادات العليا، إذ شهدت الأشهر الأخيرة انخفاضًا في عدد كبار التنفيذيين بشكل غير معتاد لشركة تحرص على الاستقرار. ففي يوليو أعلن مدير العمليات جيف ويليامز تقاعده، وهو ما أدى إلى إعادة توزيع واسعة للصلاحيات في الشركة. وفي ديسمبر رُحل رئيس الذكاء الاصطناعي جون جياناندريا، كما أعلنت ليزا جاكسون وكيت آدامز عن خططهما للترك، إضافة إلى انتقال آلان داي إلى ميتا، وهي تحركات تكشف خروج أسماء مؤثرة من قطاعات الهاردوير والتصميم والذكاء الاصطناعي.
وتسعى آبل في هذه الأثناء إلى الحفاظ على توازن داخلي في مواجهة تقلبات القيادة، بينما تواصل الشركة مساعيها للحفاظ على استقرار مؤسسي وتوجيه فريقها خلال فترة تمر بأحداث سريعة. كما يعزز وجود هذه التحولات من أثرها على التصورات حول وتيرة التطوير في العتاد والبرمجيات وتزامنها مع جهود الذكاء الاصطناعي وسياسات الشركة. وتبقى شائعات الرحيل محور نقاش في وديان وادي السيليكون، وإن كان بعضها لا يعكس صورة نهائية عن المستقبل القريب.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الضغوط على آبل في سباق الذكاء الاصطناعي، فرغم أن الشركة أطلقت أدوات ذكية ضمن نظام iOS 26، فإنها تُنتقد بأنها تتحرك بخطى أبطأ من منافسيها. ويُنظر إلى غياب سروجي عن موقعه كعامل قلق إضافي في جهود آبل لتسريع خطتها في العتاد والذكاء الاصطناعي، لأن دوره مركزي في بناء المحركات العصبية وأنظمة التعلم الآلي. ويؤكد تقرير جورمان أن الشائعات عن الرحيل غير دقيقة حتى الآن، لكن اضطراب قيادات الشركة يضيف صعوبة إلى مهمة تيم كوك في الحفاظ على زخم الشركة.
تحديات العتاد والذكاء الاصطناعي
وإذا قرر سروجي الرحيل فقد يمثل ذلك نهاية فصل من أبرز فصول تاريخ آبل الحديث. تبقى آبل بحاجة إلى توجيه واضح لاستمرار تكامل العتاد والبرمجيات في ظل سباق متسارع للذكاء الاصطناعي، وتبقى خطوة خروجه مؤشراً رئيسياً على مسار التحول القيادي. وتظل التوقعات مرتبطة بمدى قدرة آبل على تثبيت فريقها التنفيذي وتثبيت التقدم في بنية المعالجات التي تشغل نظم الشركة.




