تعلن مصر عن استعدادها خلال الساعات القادمة لافتتاح المتحف المصري الكبير، وهو صرح عملاق سيعيد سرد ملحمة حضارة أذهلت العالم. وتعلن منصة هي عن كشف أسرار جمالية ترتبط بهذا الحدث، لتعرض خطوات مستوحاة من خبرات ملكات الحضارة الفرعونية وتطبيقاتها في عصرنا الرقمي. تستيقظ أسرار الجمال من بين قصص محفورة على جدران المعابد وبرديات الكهنة لتكشف عن تهادٍ من الجمال الخالد. وعندما يوضع كل قطعة أثرية في مكانها، تتضح عبقرية الفراعنة ليس فقط في الأقنعة والتماثيل والعجلات الحربية، بل في الوصفات التي حافظت على بشرتهن وشعرهن.
أسرار البشرة على خطى الملكات
تعكس أسرار جمال الملكات الفرعونيات الاعتماد على الخيرات الطبيعية من نهر النيل وبيئتهن للعناية بالبشرة. استخدمت وصفات مقشرات تجمع بين ملح البحر وزيت الزيتون أو زيت اللوز مع النعناع الطازج، ما يمنح البشرة انتعاشًا وتوازنًا. كما اعتمدت القوالب على قناع الطين النيل وهو أداة تنظيف عميقة تمتص الشوائب، ويُعزز ذلك بماء الورد والعسل لتغذية البشرة.
أما حمام كليوباترا فكان يعتمد على اللبن كمرطب رئيسي، ويُستبدل بالحليب البودرة كبديل عملي وفق آراء خبراء التجميل في العصر الرقمي. يخلط الحليب مع العسل بنسب مناسبة، ويُضاف إليه بعض قطرات من زيت اللافندر أو الورد ليخترق الترطيب البشرة ويزيل الخلايا الميتة بفعالية. تشدد المصادر على أن بذل هذه العناية كان يهدف إلى إشعار البشرة بالنضارة والنعومة من دون استنزافها.
تغذية البشرة بالزيوت الملكية تكمل روتين العناية، فيُدلك الوجه والرقبة بقطرات من زيت الزيتون أو الخروع أو اللوز الحلو، وهي زيوت تحمل مضادات الأكسدة وفيتامين E وتساعد على الترطيب ومكافحة علامات التقدم في العمر بشكل عام. يهدف استخدام هذه الزيوت إلى الحفاظ على نضارة البشرة وتوازنها، مع تعزيز مرونتها ومقاومتها للجفاف.
أسرار العناية بالشعر
يزداد الاعتماد على زيت الخروع لتعزيز النمو والكثافة، فدلكة فروة الرأس بزيت دافئ ممكنة مع مزجه بزيت جوز الهند لتخفيف القوام، وتُترك الفروة لساعات قبل الغسل بشامبو لطيف. يبرز دور حمض الريسينوليك الموجود في زيت الخروع في تحسين الدورة الدموية وتقوية البصيلات، مما يحد من التساقط ويدعم نمو الشعر على المدى الطويل. يلاحظ أن هذا الروتين يساهم في تعزيز صحة الخصل ومنحها لمعانًا صحيًا.
أما بلسم العسل والزبادي فيعطي الشعر بروتينًا ورطوبة عالية، حيث يخلط نصف كوب من الزبادي الطبيعي مع ملعقتين من العسل وتُطبق الخلطة من المنتصف إلى الأطراف لمدة 20–30 دقيقة، ثم يُشطف جيدًا. يساهم هذا المزيج في ترطيب الشعر وتنعيمه، فيصبح أكثر نعومة ومرونة ويقلل من تقصف الأطراف. وتُضاف إلى العناية طبقات من زيت الخروع مع زيت الزيتون وبضع قطرات من زيت إكليل الجبل، وتُدلك الفروة مع ترك الخليط لساعات ليمنح الشعر قوة وبريقًا صحيين.
ثم يُستخدم غسول من أعشاب مثمرة كإكليل الجبل أو النعناع كشطف نهائي للشعر بعد الغسل، ما ينعش الفروة ويمنح الشعر لمعانًا ويزيل الروائح الكريهة. يساعد هذا الإجراء في تنشيط الدورة الدموية بفروة الرأس وتحفيز نمو الشعر بشكل طبيعي، مع إبقاء رائحة منعشة ونظافة مستمرة. وتبقى العناية بالشعر جزءًا من روتين كامل يعزز مناعة البُصيلات ويقوي البنية الخلوية للشعر مع مرور الزمن.
المكونات الطبيعية التي اعتمدت عليها الملكات
تُبرز المكونات الطبيعية كزيت الخروع كنجم رئيسي في العناية بالشعر، حيث استخدمته الملكات لتطويل الشعر وتكثيفه، مع ترطيب فروة الرأس ومكافحة القشرة وتحسين صحة الحواجب والرموش. كما كان زيت الزيتون مرطبًا عامًا للبشرة والشعر لما يحويه من مضادات الأكسدة وفيتامين E، واستخدم زيت اللوز الحلو للبشرة الحساسة حول العين كخيار خفيف ومرطب. وتؤكد البرديات أن زيت السمسم كان يُستخدم في التدليك وحماية البشرة من أشعة الشمس، إضافة إلى زيارة زيت النخيل كزيت فاخر يضيف لمعانًا صحيًا للبشرة والشعر.
كان الصبار إحدى الأعشاب الأساسية لتهدئة الحروق وترطيب البشرة وشفاء الجروح، بينما كان البابونج المنقوع يفيد في تفتيح لون الشعر وإضفاء لمعان ذهبي مع تهدئة البشرة المتهيجة. وساهم إكليل الجبل في تحفيز الدورة الدموية لفروة الرأس وتعزيز نمو الشعر، واشتُهر العرقسوس في الحمامات التجميلية لتهدئة البشرة ومكافحة الالتهابات. كما يعتبر النعناع من أسرار مقشرات وغسولات الشعر، وتُستخدم الحناء منذ العصور الفرعونية لتقوية الشعر ومكافحة القشرة، ولا تغفل السطور عن دور الخيار في تهدئة منطقة Under-eye وتخفيف الانتفاخات.
أما الزهور والعطور فكان ماء الورد منشطاً للبشرة ومهدئاً لها، كما يساعد على توازن حموضة البشرة؛ وتُستخدم في صناعة العطور زيت اللوتس وزيوت الجسم الفاخرة. ويُعد اللبان العلك المر أحد أسرار صناعة العطور والعناية بالبشرة لمقاومة علامات التقدم في السن بخصائصه القابضة. كما أن منتجات النحل مثل عسل النحل تعمل كمضاد حيوي طبيعي ومرطب عميق، وتُستخدم الشمع العسل في المراهم وتثبيت الماكياج وبعض مستحضرات العناية الشفاهية. كانت الأملاح والمعادن جزءًا من مقشرات البشرة، واستخدم طين النيل في أقنعة التنقية لامتصاص الشوائب وتطهير البشرة.
أما منتجات الألبان فكانت خيارًا شائعًا لتبييض البشرة وتنعيمها وترطيبها، مع الاستفادة من حمض اللاكتيك الذي يزيل الخلايا الميتة. وعلى صعيد التوازن الغذائي العام، نصائح فلسفة الجمال الفرعونية تركز على الاستحمام اليومي بماء نقي، والاعتناء بنظام غذائي غني بالخضروات والفواكه والأسماك والحبوب، إضافة إلى شرب الماء بكثرة وتناول أطعمة تقوي المناعة وتدعم الصحة العامة. كما كان التوازن بين استخدام الزيوت والحفظ على حماية البشرة من حرارة الشمس عبر واقيات حديثة جزءًا من حكمة الجمال التي تواصل العيش حتى اليوم، مع الإشارة إلى أهمية الاسترخاء وممارسة اليوغا والتأمل للحفاظ على جمالٍ مستدام.




