تؤكد الدكتورة وفاء سالم من القاهرة أن العناية بجمال الناجيات من سرطان الثدي تشكّل جزءاً أساسياً من رحلة التعافي الجسدي والنفسي. وتبيّن أن الاهتمام بالبشرة والشعر يعزز سيطرة الناجيات على أجسادهن ويعمّق الثقة بالخيارات اليومية للعناية الشخصية. وتؤكد أن هذا المسار يسهّل استعادة الثقة بالنفس والهوية التي تأثرت خلال العلاج ويدعم أسلوب حياة صحي وآمن. وتؤكد أن الهدف ليس مجرد الشفاء بل الازدهار وإطلالة مشرقة مستمرة بعد العلاج.

تبيّن الممارسات المتخصصة أن العناية الجمالية تشكل جسرًا يسهل العودة إلى الحياة الاجتماعية والعمل. فالشعر الصحي والبشرة المتوازنة ارتبطا بالجمال والأنوثة، فتسهم العناية بهما في استعادة الإحساس بالهوية. ووجود روتين للعناية المنتظمة يقلل القلق المرتبط بتغيرات العلاج ويدعم مزاجاً إيجابياً وثقة بالنفس. وهذا النهج يترجم إلى استعادة الراحة الجسدية والنفسية كجزء من أسلوب حياة متوازن.

التقنيات الحديثة للعناية بالناجيات

تؤكد الدكتورة وفاء أن العناية بالبشرة والشعر ليست رفاهية بل أداة علاجية تدعم عمليتي التعافي الجسدي والنفسي معًا. وتستند التوجيهات إلى تقنيات مصممة للحماية من فقدان الماء وتداعيات العلاج، مع الاعتماد على السيراميدات والأحماض الدهنية والنياسيناميد لإعادة بناء الحاجز وتخفيف التهيج. وتؤكد الحاجة إلى تجنّب العطور والكحول والمواد القاسية في المستحضرات لتقليل خطر التهيج والطفح، إضافة إلى أهمية استشارة الفريق الطبي قبل اعتماد أي تقنية جديدة لضمان الملاءمة والصحة العامة.

وتتيح خيارات العناية الحديثة مجموعة من العناصر مثل الرذاذ المرطب وماء حراري غني بمضادات الأكسدة لتوفير ترطيب فوري دون فرك. وتفضّل اختيار واقيات الشمس المعدنية لأنها آمنة للبشرة الحساسة وتوفر حماية ضد الأشعة فوق البنفسجية. وتدعم العناية بفروة الرأس استخدام شامبو طبي وخلاصات طبيعية كالصبار أو البانونج لتخفيف الحكة والجفاف، مع تكرار الاستخدام وفق الحاجة وتوجيه الطبيب.

وتُستخدم العلاجات اللطيفة لفروة الرأس لتخفيف الحكة والجفاف بعد العلاج، مع الاعتماد على شامبو طبي وخلاصات طبيعية. ويمكن اللجوء إلى تقنية الليزر منخفض المستوى بعد انتهاء العلاج وتحت إشراف الطبيب لتعزيز نمو الشعر وتنشيط البصيلات. وتُعد العناية بمظهر الشعر جزءاً من استعادة الثقة وتسهيل الاندماج الاجتماعي والمهني بمستوى أعلى من السابق.

وتدعم العناية بالندوب عملية تسطيح وتحسين لون وملمس آثار الجراحة من خلال السيليكون جل والرقعات الطبية، ما يساعد على الحفاظ على ترطيب البشرة وتخفيف التهيج. كما تُستخدم الملابس الضاغطة المخصصة للمساعدة في تقليل التوّسع وتليين النسيج الندبي. وتتيح تقنيات الليزر التجميلي لاحقاً تحسين ملمس ولون الندوب بشكل ملحوظ، بعد استكمال العلاج والموافقة الطبية.

وتعنى العناية بالأظافر بتقويتها عبر طلاء واقٍ غني بالفيتامينات والمعادن، وتُضاف جلسات ضوئية محتملة لتحسين صحة الظفر. كما تُستخدم المرطبات المركزة بزيت الجوجوبا وفيتامين E لتدليك منطقة الظفر والجليدة وتحسين الدورة الدموية ومرونة الظفر. وتُراعى النتائج وفق حالة البشرة والصحة العامة بعد العلاج لضمان سلامة الاستخدام والتأكد من عدم وجود تهيجات.

أما المكياج التصحيحي فيشمل أساسات وكونسيلر عالي التغطية وخالٍ من العطور والمواد المسببة للحساسية، ويُستخدم لتغطية التصبغات والاحمرار دون انسداد المسام. ويمكن الاعتماد على مكياج الحواجب الدائم (المكروبلادينغ/ المايكروشادينغ) بعد التعافي، وفق إشراف طبي متخصص وبالانتظار حتى اكتمال الشفاء. وتُعزز هذه الخيارات الثقة بالنفس وتسهّل العودة إلى الحياة اليومية بإطلالة طبيعية وأنوثة معقودة.

وتُعنى العناية بالأظافر بتقوية الظفر عبر طلاء واقٍ غني بالفيتامينات والمعادن، وتُضاف جلسات ضوئية محتملة لتحسين صحة الظفر. كما تُستخدم المرطبات المركزة بزيت الجوجوبا وفيتامين E لتدليك منطقة الظفر والجليدة وتحسين الدورة الدموية ومرونة الظفر. وتُراعى النتائج وفق حالة البشرة والصحة العامة بعد العلاج لضمان سلامة الاستخدام والتأكد من عدم وجود تهيجات.

نصائح مهمة لا تفوتك

استشري فريقك الطبي دائمًا قبل تجربة أي تقنية أو منتج جديد، خاصة الأجهزة الغازية لضمان الموافقة المسبقة. ركّز على العناية الذاتية كنهج حياة وابحث عن متخصصين مدربين للعمل مع الناجيات من سرطان الثدي تحديدًا. الهدف النهائي هو الشعور بالراحة والثقة بعد التعافي والالتزام بممارسات آمنة ومدروسة.

ورغم أن رحلة النجاة من سرطان الثدي تشكل تحديًا، تساند العناية بالجمال بعد التعافي الاستعادة المقنعة للملامح والسطوع بثقة مستمرة. تتيح هذه الرعاية تعزيز الراحة النفسية والجسدية وتسهيل الاندماج الاجتماعي والمهني في محيط الحياة اليومية، مع الالتزام بممارسات آمنة ومدروسة. والغاية النهائية هي إطالة أمد الثقة والراحة مدى الحياة من خلال تقنيات آمنة ومختارة بعناية.

شاركها.
اترك تعليقاً