يحذر الدكتور أحمد جمال، أخصائي طب الفم والأسنان، من خطورة انتقال بكتيريا اللثة إلى مجرى الدم وتصلها إلى القلب مُسببة تفاعلات مناعية شديدة. تشير الشواهد إلى أن بعض أنواع بكتيريا الفم يمكنها الدخول عبر جروح اللثة أو الالتهابات وتصل إلى عضلة القلب أو الصمامات. عندها يستجيب الجهاز المناعي بإنتاج أجسام مضادة، لكن تركيب البكتيريا قد يتشابه مع خلايا القلب، ما يجعل المناعة تهاجم أنسجة القلب بالخطأ. قد يؤدي ذلك إلى مرض مناعي ذاتي خطير إذا اندفع الالتهاب.

الفئات الأكثر عرضة للخطر

أوضح الدكتور أحمد الشوادفي أن هذه الحالة ليست منتشرة بنفس الدرجة للجميع، لكنها تشكل تهديدًا حقيقيًا لعدة فئات. تشمل المرضى الذين لديهم قلب صناعي أو من أُجري لهم جراحات تركيب صمامات صناعية، إضافة إلى من خضعوا لزراعة قلب. كما أن المصابين بعيوب قلب خلقية، سواء أُصلحت جراحياً أم لم تُصلح، يصبحون من الفئات الأكثر تعرضًا للخطر. وجود أي خلل في تركيب أو إصلاح القلب يسهل التصاق البكتيريا به ويضاعف من خطورة الإصابة.

لماذا تزداد الخطورة مع تكرار العدوى

أشار اختصاصي طب الفم إلى أن الجهاز المناعي يتمتع بذاكرة مناعية؛ فعند التعرض الأول للبكتيريا يحتاج الجسم إلى وقت لتكوين الأجسام المضادة. أما في التعرضات المتكررة، فتتحرك الأجسام المضادة بسرعة وبقوة، ما يزيد من احتمالية حدوث هجوم مناعي عنيف على القلب. وبالتالي ترتفع احتمالية المضاعفات لدى من يتعرضون لبكتيريا الفم بشكل متكرر. لذلك يصبح تقليل فرص الإصابة وتجنب العدوى المتكررة ضرورة صحية.

الوقاية والحلول العملية

أكد الدكتور أحمد جمال أن الوقاية هي الأساس، وتتم عبر التدبير الطبي الوقائي قبل بعض إجراءات الأسنان عندما توجد عوامل خطورة. يهدف ذلك إلى استخدام مضاد حيوي وقائي قبل الإجراء لمنع دخول البكتيريا إلى الدم والوصول إلى القلب. كما يوصي بالاهتمام بنظافة الفم واللثة والمتابعة الدورية مع طبيب الأسنان، خاصة لمرضى القلب، لأن الإهمال قد يحوّل المشكلة من بسيطة إلى خطر يهدد الحياة. ويجب الالتزام بتوجيهات الطبيب وعدم الاعتماد على معلومات عامة.

شاركها.